لا شك أن معظم الآباء و الأمهات يسعون إلى تربية أبنائهم بطريقة صحيحة متخذى فى ذلك كل السبل الممكنة للوصول إلى تربية الأبناء بطريقة سليمة صحية، ومحاولة طرق السبل المختلفة لإنشاء أفراد أسوياء لأنفسهم و لأسرهم و المجتمع ككل.
وفى الطريق قد نسلك طرق دون قصد تؤدى بنا إلى نتائج عكسية، إعتقادا منا أنها تساعد فى الوصول للهدف المنشود فى تربية أبنائنا، و لكن الحقيقة أن هذه الأمور تؤثر بشكل سلبى على الأبناء بل ربما تترك آثارها السلبية لأوقات و سنوات طويلة من أعمارهم..
-و من أشهر هذه الأخطاء التربوية الشائعة:
 |
اساليب تربية الطفل |
عادةً يلجأ الوالدين إلى مدح أبناءهم، و هذا الأمر فى ظاهره ليس بمشكلة و لكن الخطأ يكمن فى المدح الزائد و بشكل مستمر، الثناء المفرط الذى يحصل عليه الإبن من الوالدين أو من إحداهما، و ذلك عن طريق مدح الطفل المبالغ فيه و فى شخصه و ذاته، و مع التكرار و الإستمرار فى هذا الامر يشعر الطفل بأهميته الذاتية المبالغ فيها و ينتظر المزيد من الجميع حوله على أبسط و أقل الأمور و فى جميع المواقف، مما يشبع ذلك لدى الطفل الإحساس بالأنانية و الشعور بالأنا المفرط و المبالغ فيه، فيصبح الطفل غير متقبل النقد و المواجهه بأخطائه لأنه اصبح يرى نفسه دائما على صواب، و يؤثر ذلك بالسلب فى شخصيته و على المحيطين به خلال مراحل عمره المختلفة، كما يجعله غير راغب فى الإجتهاد و المغامرة و يهدم لديه روح الإبداع.
ولتفادى ذلك يجب مدح تصرفات الأبناء و سلوكهم و ليس مدح ذاتهم، مدح حسناتهم و ليس أنفسهم، على سبيل المثال إذا قام طفلك بعرض إحدى رسوماته عليك يجب أن تمدح أداء طفلك و ليس الطفل ذاته، فمن الخطأ أن تقول له مثلا: أنت عظيم و لكن يمكنك أن تقول له: إختيارك للألوان رائع، رسمك معبر جدآ، أنت رائع لأنك فنان و موهوب وهكذا، و إذا فاز طفلك مثلا فى إحدى المسابقات يمكنك أن تبارك له مجهوده فمثلا تقول له ادائك رائع، أعجبني حماسك و إصرارك على الفوز. هذه الطريقة تزيد من ثقة الأبناء بأنفسهم و أدائهم و تزيد حماسهم فى تحقيق اهدافهم كما تساعد فى بناء شخصية سوية لطفلك.
يلجأ بعض الوالدين إلى مقارنة أبنائهم بالآخرين من ذويهم مثل الأخوة او الأقران و الأقارب خاصة فى نفس المراحل العمرية، و كذلك أبناء المعارف و الاهل و الأصدقاء ظنا منهم أن هذه المقارنة فى صالح الأبناء و انها ستزيد من حماسهم و رغبتهم فى النجاح و تحقيق الأهداف المرجوه لهم و للوالدين، و أن هذه المقارنات يمكن أن تخلق روح التنافس لصالح أبنائهم.
يغفل هؤلاء الآباء و الأمهات أن لكل طفل قدراته الخاصة و مهاراته التى تميزه عن غيره، فربما طفلى متفوق فى الرياضيات و المواد العلمية و لكن ليس بالضرورة أن تضاهي قدراته الأدبية، و هناك طفل آخر لديه إمكانيات هائله فى الشعر و الأدب و اللغة العربية و لكن مهاراته فى تعلم اللغات الاجنبية اقل، كذلك بعض الأبناء يمكنهم أن يحظون بالكثير من الميداليات فى احدى الألعاب التنافسية و لا يميل آخرون إلى المشاركة فى تلك الألعاب و هذا لا يعنى مطلقًا عدم تفوقهم أو نجاحهم و لكن قد يميل هؤلاء الأبناء إلى امور أخرى فردية مثل الرسم أو البرمجة أو التعلم الإلكتروني و غيرها. لذلك من الخطأ مقارنة الأبناء بغيرهم فى شتى الأمور ظنا أن ذلك سيخلق روح المنافسة فيهم لتحقيق النجاح، لأنه على النقيض تمامًا حيث يمكن لهذه المقارنات أن تخلق روح العداء بين الأبناء و ذويهم و تقلل من ثقتهم بأنفسهم و تهدم علاقة الثقة بين الأهل و الابناء. لذلك علينا تفهم قدرات أبنائنا من حيث نقاط القوة و الضعف و دعمها و عدم مقارنتهم بالآخرين مطلقًا. و الصحيح هو مقارنة الإبن بنفسه فقط و تعليمه كيفية قياس نجاحه و تقدمه و تحقيق اهدافه بمرور الوقت.
 |
اساليب المعاملة الوالدية |
يسعى الوالدين إلى كون أبناءهم فى الصفوف الأمامية فى شتى الأمور دوما، و هذا الأمر ليس عيب فجميعنا يسعى لجعل أبنائه فى المكان الأفضل. و لكن يكمن الخطر فى النظرة الدائمة إلى أن أبنائنا يستطيعون دوما تحقيق كل هدف بمثالية مطلقة، فإذا لم يحصل الإبن على درجة الإمتحان النهائية نتضجر و نصفه بالفشل متناسين مجهوده و ما حصل عليه من درجات بالفعل، من الخطأ أن نغفل الجزء الممتلئ من الكوب و نقوم بتأنيب أبنائنا على ما فقدوا من درجات، من الجيد شكر الابناء على مجهودهم و تحفيزهم على تحقيق درجات أعلى فى المرات القادمة، كما يجب علينا النظر بشكل أكثر تفهم إذا كان الفارق فى الدرجات كبير دائمًا، فقد يجتهد الأبناء و يسعون لفعل ما عليهم و لكن تكون المشكلة فى طريقة التحصيل أو قد يعانى بعض الأطفال من فرط الحركة و غيرها من الأمور الهامة التى يجب الإنتباه إليها سريعا و التدخل الفعلى لمساعدة الأبناء، و التى قد يغفل عنها الوالدين متجهين فقط نحو تأنيب أبنائهم لأنهم لم يحصلوا على الدرجات النهائية.
من الجيد دائما فلترة و تحسين أساليب المعاملة الوالديه مع الأبناء للوصول بهم إلى شخصية سويه تساعد الأسرة جميعها على حياة مريحة و صحيه.
#لحجز إستشارات أسرية و تربوية وجلسات دعم نفسى و تعديل السلوك .. يمكنكم التواصل معنا what's up عبر الرقم 01069059695
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقا و اكتب رأيك و سنقوم بالرد عليك 🌻