آداب النصيحة
تقديم النصيحة أمر طيب و محمود خاصة لأولئك الذين يحظون بمكانه قريبة من قلوبنا مثل الأهل و الأصدقاء و الأبناء أو تقديم النصيحة إلى شخص عزيز يهمنا أمره، و لكى تؤتي النصيحة ثمارها المرجوه هناك بعض الأمور التى يجب مراعاتها عند تقديم النصيحة للآخرين وهى:
فن تقديم النصيحة
- مراعاة الفئة العمرية للشخص الذى ستقدم إليه النصيحة و استخدام الأسلوب الأمثل معه، فمثلا الآباء و الأجداد يكفيهم التلميح بإحترام و تقدير، والاطفال يحتاجون إلى المناقشة و الحوار و توضيح الخطأ و معرفة اسبابه و لماذا تقدم النصيحة، و يجب ان تكون النصيحة مغلفة بالحب بعيدا عن العنف و التملك، بينما المراهقين والشباب تقدم لهم النصيحة بحكمه و تروى لأنهم فى مرحلة عمرية تتسم بالحساسية و الشعور بالقلق و يتوهمون بانهم منتقدون دائمًا من قبل الآخرين.
- عدم بدء الحديث بالعتاب أو النقد والتوبيخ، فما حدث قد حدث و انتهى الأمر، يجب التركيز على الوقت الحالى وما هو قادم لكى تؤتي النصيحة ثمارها المرجوه.
- من المفيد الإنصات و الاستماع للطرف الآخر بإهتمام وتركيز قبل إعطاء النصيحة، لأن عادةً الشخص الذى يحتاج النصيحة يحتاج أيضا إلى نوع من الفضفضة و الحديث عما يعانيه.
- استخدام ألفاظ اختيارية مثل ما رأيك لو، ربما من المفيد أن، و ذلك لأن الإنسان بطبعه يرفض تقديم النصيحة فى شكل إلزام.
![]() |
طريقة تقديم النصيحة |
- أحيانا يكون من المفيد تقديم النصيحة فى شكل أمثله، بحيث يكون التوجيه غير مباشر اذا لزم الأمر، خاصّة مع أنماط الشخصيات الصعبه، أو إذا كان الموقف محرج للشخص الذى تود اسدال النصيحة له.
- من الواجب إبداء التعاطف و التقدير و الإحترام لمشاعر الآخرين عند إبداء النصيحة.
- عدم الضغط على الآخرين و عدم تكرار النصيحة أكثر من مرة لأن ذلك يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية تماما، الانسان بطبعه يقاوم النصيحة و النقد خاصّة إذا جاءت فى صورة ضغط أو تكرار.
- الحرص على اللين و الرحمة عند تقديم النصيحة يخاطب الله عز وجل رسوله الكريم بقوله (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة آل عمران- ايه 159. و فى هذه الايه الكريمة يتجلى الأثر الإيجابي فى نفوس الآخرين عند استخدام اللين فى تقديم النصيحة، بينما استخدام الأسلوب القاسى الغليظ يجعل الآخرون يبعدون و ينفرون ممن يقدم النصيحة حتى و إن كان يريد بها الخير و الإصلاح.
- إختيار الوقت المناسب لإبداء النصح و التوجيه للغير يؤدى ذلك إلى استقبال النصيحة بتفهم و ترحيب من الطرف.
- تقديم النصح فى السر و ليس أمام الآخرين.. فتقديم النصيحة فى العلن يؤدى إلى إحراج الطرف الآخر، و بالتالى فرصة قبولها ستكون قليلة وربما منعدمة تماما.
و فى النهاية أحرص على تقديم النصيحة للآخرين بما يحمله قلبك لهم و زد عليه الحب و الرحمة والتعاطف، وستندهش أن ما فى القلوب سيبدو جليا فى كلماتك و تصرفاتك معهم بكل تلقائية.
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقا و اكتب رأيك و سنقوم بالرد عليك 🌻