ناجحون من عالم اخر
ينظر البعض عادةً إلى الناجحين و كأنهم من عالم آخر، يرونهم أشخاص من كوكب مختلف، جاءوا فى زمن عجيب، عقل مميز، نكهات مختلفة، صفات غير عادية خلقوا بها خصيصا دون غيرهم، خلطات سحرية لا يعلمها سواهم، لا يدرى هؤلاء،، كم من الوقت عانوا، كم من العثرات تخطوا، كم من الخسائر و التحديات و الصعوبات قابلوا، كم من يأس كاد أن يهزمهم، كم من إحباط أوشك القضاء على عزيمتهم، كم من فشل مر بهم و لكنهم صنعوا منه باصرارهم حجارة تحت ارجلهم و صعدوا فوقها.
![]() |
قصص النجاح و الكفاح |
ان اردت ان تعرف طعم الفشل بحق فلا تسأل عنه سوى الناجحين، الناجح فقط من يستطيع أن يصف مذاق و مرارة الفشل، من يستطيع سرد تفاصيله بكل دقه، هو فقط من يستطيع إخبارك عن ذلك الإخفاق بكل براعة.. لماذا؟ لأنه لم يقصد الفشل بذاته و لم يكن ساعي إليه فقد بذل كل ما فى وسعه وقتئذ للنجاح، لذلك عندما لم يوفق كان أكثر الأشخاص سردا لذلك التعثر بكل ملامحه و بكل تفاصيله. الفرق الوحيد بين الناجح و من ينظر إليه من بعيد ك مخلوق عجيب،، هو أن الناجح تخطى نقطة البداية تخطى حاجز الخوف و المخاطرة، أصبح جزء من السباق داخل الملعب، قطعة من رقعة الشطرنج،، فلماذا لا يكون النجاح حليفه يوما ما!!؟
الفشل بداية النجاح
خبرة الفشل هى بداية النجاح، بداية الطريق الصحيح الواضح نحو تحقيق الهدف و الإنجاز، خبرة التعثر تهدي التائه وميض يسير خلفه حتى يهتدى إلى النور. لنتخيل معآ هذا الموقف،، ثلاث أشخاص يدخلون مكان ما، المطلوب منهم هو الوصول إلى نهاية الطريق خلال مدة زمنية محددة،، اثنين من هؤلاء الأشخاص لم يسبق لهم معرفته من الأساس أو الدخول إليه من قبل، أما الشخص الثالث فقد جاء إلى نفس المكان من قبل و لكنه لم يكمل الطريق و رحل،، لاشك انك خطر بذهنك نفس السؤال الذى مر بعقلى،، ايا من هؤلاء الثلاث يستطيع الوصول إلى نهاية الطريق بنجاح؟
![]() |
الفشل هو سر النجاخ |
كيف تصنع النجاح بعد الفشل
التعثر يجعلك تعيد حساباتك، تدرك فيما أخفقت و تعيد اصلاحه، تعرف أسباب الفشل، يجعلك تملأ الجوانب الفارغة بإتقان، تنظر إلى الصورة بتمعن. إنها خبرة التعثر، مرات الإخفاق، هو ذلك التعلم من الأخطاء، هو إدراك صُنع من تكرار التخبط فاكتسب ثوب اليقظة، وقود من العزيمة و عدم الإستسلام. وقتها فقط سيثمر الفشل و التعثر بثمار خضراء يانعه تفوح رائحتها برائحة الأزهار الخلابة،، هنا زهرة نجاح، و هناك زهرة فوز و تلك زهرات امل، ستسقط حبات المطر اللؤلؤية يتساقط معها كل خيبة وإخفاق،، الفيلسوف "ايمانويل كانت" كان يقول( الأشخاص الذين يخافون من الفشل لا يمكنهم معرفة طعم النجاح). النجاح بطعم الفشل، مذاق لا يدركه فقط سوى الناجين من ذلك الفشل.
الناجحون لم يأتوا صدفة، كم من شخصيات عظيمة تركت أثر كبير فى نفوس الكثيرين، فقد مروا بالعديد من الأزمات و الصعاب و كافحوا حتى حققوا ذلك النجاح، د إبراهيم الفقى الكاتب و المحاضر الشهير فى مجال التنمية البشرية رحمه الله عليه. مر خلال مراحل حياته بالعديد من الازمات و التعثر و أحياناً الإفلاس و لكنه لم يستسلم، روى فى احدى محاضراته انه كان يعمل فى وظيفة متواضعه و هى غسيل الأطباق فى أحد الفنادق و مع الصبر و الإصرار و الكفاح وصل إلى أن أصبح مدير أكبر الفنادق فى كندا. و مع كل أزمة كان يثبت لنفسه و لنا أن الفشل بداية النجاح و الانتصارات الكبيرة أن اردت أنت ذلك.
لا تيأس فاليأس لا يليق بك.
لا تخاف الفشل، النجاح قادم لا محال..
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقا و اكتب رأيك و سنقوم بالرد عليك 🌻