هل التردد دائما افة النجاح؟
من المعروف أن التردد فى اتخاذ القرارات أمر غير مستحب، ربما يؤدى إلى خسارة الفرد الكثير من الأشياء و الأمور الهامة، و لكن هل التردد دائما آفة النجاح؟
يشعر الإنسان بالتردد أحيانًا فى اتخاذ قرارته فيما يخص أمور حياته المختلفة، حيث لا يستطيع اتخاذ قرار حاسم و نهائى فى مختلف شئؤنه بشكل سهل و سلس، يشعر بالحيرة و القلق و الارتباك فيما يمكن أن يفعله، يتوارد إلى خاطره الكثير من الأسئلة بين إمكانية فعله الشيء من عدمه، هل القرار صحيح أم لا؟ ، هل الوقت مناسب أم انه يجب الإنتظار؟ و يبدأ الشعور بالحيرة و عدم الثقة فى نجاح إتخاذ هذا القرار أو أنه يمكن أن يؤدي إلى عدم التوفيق و الفشل.
التردد فى القرارات الهامة و المصيرية
عادةً يشعر الإنسان بالتردد فى أمور حياته الهامة و التى قد يترتب عليها الكثير من النتائج المستقبلية لذلك يخشى إتخاذ قرار لا يحمد عقباه فيما بعد. أو يضره و يسبب له الكثير من المشكلات التى ربما تورث الندم و عدم التوفيق. مثل التردد فى التقدم لوظيفة معينة، أو الإنتقال الى وظيفة جديدة خوفا من فكرة التغير، أو اتخاذ قرار السفر خارج بلده لعدة سنوات، و التردد أيضا يمكن أن يواجه الفرد فى حياته الشخصية مثل اختيار كلية دون الأخرى أو اختيار شريك الحياة أو الإقبال على فكرة الزواج نفسها.
![]() |
التأنى ضرورى احيانا |
التردد احيانا ضرورى وهام
التردد لا يكون دائمًا بمثل هذا السوء الذى يسبب المتاعب و الحيرة، بل انه يعتبر أمر صحى فى بعض الأحيان، فاذا كان نوعا من من التروي لا بأس، فالتفكير الجيد السليم و أخذ الوقت المناسب قبل اتخاذ القرار شيء هام و ضرورى و خاصة فى الأمور الهامة و المصيرية التى يترتب عليها خطوات هامة فى حياتنا، و انقضاء سنوات من اعمارنا، حيث ان التسرع فى اتخاذ القرارات دون تروى أو تفكير حتما سيؤدى فى الكثير من الأحيان إلى اتخاذ قرارات غير سليمة. لذلك يجب دائمًا ان يكون هناك منطقة وسطى بين التسرع و التردد، منطقة محايده دون تحيز لاتجاه دون لآخر، فالتسرع يمكن أن يؤدى بنا إلى الفشل و الإحباط، و التردد يمكن أن يفقدنا فرص و أشياء لا تعوض.النجاح يستحق المخاطرة
على الرغم من أن التردد أحيانًا فى بعض الأمور و احتساب وقت كاف دون مبالغة لأخذ القرار شيء جيد، إلا أنه بين وقت و آخر ينبغى علينا المخاطرة و الأقدام، هناك بعض الطرق التى لا يجب أن نسلكها على خطى التأني و التقليد و الرتابة ، هناك بعض الأشياء التى يجب ان نتعلم أن نجازف فى اتخاذ القرار بشأنها، فالحياة بدون مخاطرة لا طعم لها و لا لون، كثيرا من النجاحات لا تتحقق إلا بالمجازفة، تحقيق النجاحات الجديدة و الإبتكارات المختلفة التى لم يسلك اليها أحد من قبل لا تحتاج سوى المخاطرة و رؤية فرص النجاح عن بعد بعين غير تقليدية، قد ننجح تارة و ربما نفشل تارة أخرى، و لكن الفشل سيعلمنا و يضعنا على الطريق الصحيح، حين يتحقق النجاح ممتزج بنكهة المخاطرة ذلك النجاح لن يضاهيه اى شيء مثيل، لأنه تحقق بالتفرد و الإقدام و الجرأة و المقامرة المشروعة.
غامر، عافر، خاطر، جازف، سابق، راهن على نجاحك فى أمر جديد من أن لآخر، فالنفس كالأزهار تتغير و تتجدد بمرور الفصول.
لا ضير أن تفكر مرتين و لكن ابدا لا تفكر ثلاث ، فبعض الأمور إن فقدت لا يمكنك تعويضها.
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقا و اكتب رأيك و سنقوم بالرد عليك 🌻