القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار [LastPost]

التنمر يبدأ من الداخل،،أسبابه و كيف يمكننا التعامل معه| غدوات

 

مفهوم التنمر 

انتشر مصطلح التنمر فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ بين الكثيرين سواء بين الأشخاص العاديين وأولياء الأمور أو فى المؤسسات التعليمية والإجتماعية المختلفة و كذلك فى وسائل الإعلام. ماذا يقصد بالتنمر؟

التنمر: سلوك أو قول يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً، جسديا أو نفسيا. كذلك هو الضرر النفسى أو الجسدى من قبل الآخرين بالقول  أو الفعل أو حتى بالإيماءات مما يسبب لهم الضيق والحرج على أقل تقدير، و ربما يمتد أثره إلى الكثير من المشكلات النفسية و السلوكية. و التنمر موضوع شائك و معقد، أين البداية و كيف و لماذا يحدث التنمر؟ و ماهى النهاية؟ من هو المتنمر و كيف نحمى انفسنا و أبنائنا منه؟

هناك الكثير من النقاط التى سيتم تناولها عن قضية التنمر فى هذا المقال من أوجه مختلفة، حتى يتم فهم هذه القضية بوضوح. و من اهم هذه النقاط؛ ما أسباب التنمر؟ و كيف ينشأ وكيفية التعامل معه؟ و معالجته؟
لاشك أن الكثير تعرض للتنمر سواء فى مرحلة الطفولة أو فيما بعد، قد يتم التعرض للتنمر فى العمل أو فى الشارع والمواصلات أو بين المعارف والأقارب و أيضا مع الغرباء، و ربما تعرض أحد ابنائنا للتنمر من أصدقائه و جاء إلينا باكيا لما حدث له، ولكن الأسوء من ذلك كله أن يتعرض الفرد للتنمر داخل أسرته!!


التنمر ينشأ من داخل الأسرة
كيف يتعامل أطفالنا مع التنمر و مضايقات الأخرين

كيف يبدأ التنمر و هل التنمر موروث أم مكتسب 

بادئ الأمر، لابد أن نعلم أن التنمر سلوك مكتسب و ليس موروث، ولكن كيف يكتسب المتنمر هذا السلوك؟، ينشأ التنمر اساسا من الداخل، نعم من داخل الأسرة من البيت من الحصن النفسى للطفل، قد يلوم الآباء و الأمهات أولادهم باستمرار بسبب الخطأ أو التقصير فى أداء أدوار معينه يقومون بها سواء فى المذاكرة أوالأعمال المنزلية أو الالعاب الرياضية إذا كانوا يمارسون رياضة ما، أحيانا يتوقع الوالدين نتيجه معينة و اداء معين من طفله، و حينما لا يجد هذا القدر مما تخيل يثور على ابنه و يعنفه، ومع استمرار هذا التعنيف و اللوم يتربى لدى الطفل شعور سلبى يدفعه للرغبة فى الانتقام، وهنا يحاول هذا الطفل البحث فى دائرة معارفه وزملائه عن الأضعف منه ليمارس عليه نفس النوع من العنف المخزون بداخله مسبقا و يسقطه عليه، فيقوم بإيذاء الطفل الأضعف بالقول أو الفعل والتهكم منه.

أسباب التنمر و دور الأسرة فى ظهور الطفل المتنمر

هنا يجدر الذكر إن الأسرة بمثابة الحصن النفسى للطفل كما ذكرنا من قبل، فالاسرة يمكن أن تكون سد منيع للطفل اذا نشأ فى جو أسرى ناضج و تم اشباعه بالحب و الحنان الذى يحتاجه طوال مراحل عمره المختلفه، و قد يكون هذا الحصن بناء هش ضعيف نتيجة نشأة الطفل بين أبوين أو إحداهما دائم التعنيف والنقد المستمر دون مراعاة أن طفله كالبذرة يكبر و ينمو يوم بعد يوم فالخطأ وارد باستمرار، فمثلا إذا نظرنا حولنا إلى شجرة خضراء مثمرة لابد أن ندرك أنها لم تكن هكذا منذ البداية، لاشك انه مر عليها الخريف فتساقطت أوراقها الضعيفة ثم جاء الربيع ازدهرت وأثمرت، هكذا أبناءنا. و التوجيه السليم و الدعم و التحفيز و النقاش البناء والمشاركة الإيجابية ومراعاة المراحل العمرية المختلفة للطفل كلها نقاط هامه فى بنية التربية الإيجابية السليمة للطفل، و كذلك ملاحظة الطفل و توجيه عند الإتيان بسلوك خاطئ غير معتاد عليه فالتعليم و التوجيه فى بداية السلوك قبل تكراره يصبح سهل التغير لدى الطفل باللين والتوجيه السليم.

القسوة الزائدة أيضا وعلى النقيض التدليل الزائد والحماية الزائدة فى تربية الابناء تنتج طفل غير سوى يلجأ إلى التنمر، وكذلك الإهمال و تفضيل أحد الإخوة والمقارنة مع غيره من الأخوات أو الاقارب، أو قيام أحد الوالدين بالتنمر على الآخرين من حوله بحيث يتبع الطفل نفس الأسلوب و يقلده.


دور الأسرة فى الحد من التنمر
قضية التنمر

رأى خبراء علم النفس فى التعامل مع الطفل المتنمر

على الجانب الآخر يجب أن يتعلم الطفل كيف يدافع عن نفسه من الشخص المتنمر وكيف يتعامل مع المتنمر بالطريقة الصحيحة بعيدا عن الضرب وإستخدام نفس أسلوب المتنمر لأخذ حقه، خاصة إذا جاء التنمر من طفل فى نفس العمر حتى لا يؤدى رد الفعل الخاطئ إلى المشاجرة أو الإيذاء البدنى للطرفين، كما أن ترك حق الطفل المتنمر عليه يؤدى إلى تطاول الآخرين أيضًا عليه و الاستخفاف به و ضياع و ضعف شخصيته.

و هنا ينصح خبراء علم النفس بمركز الإرشاد النفسى جامعة عين شمس، أن يعلم الوالدين أطفالهم كيف يأخذون حقهم بأنفسهم بطريقة صحيحة من الشخص المتنمر وكيف يتعاملون مع التنمر، وما يؤكده أيضا الخبراء أن الطفل وحده هو من يجب أن يأخذ حقه بنفسه وليس الوالدين بدلا منه، مما يربى ذلك تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، و أيضا تعلم كيفية التصرف فى المواقف الصعبة فى مختلف مراحل عمره.

كيف يتعامل ابنائنا مع الطفل المتنمر بشكل صحيح

علينا أن نعلم أبنائنا انه اذا اراد طفل ما ايذاءه يجب عليه النظر بقوة فى عين الطفل المتنمر قائلا إنه لن يسمح له بذلك وأنه إن لم يرتدع يستطيع أن يتعامل معه بنفس أسلوبه، إذا زاد الموقف حده من المتنمر وأراد ايذائه باليد فعلى الابن أن يمسك يده بحزم مانعا اياه أن يضربه ثم ينهره، و إذا استمر المتنمر فى نفس أسلوبه و تطاول عليه هنا يضغط الابن على يد المتنمر باصبعيه وبقوة حتى تؤلمه ويقول له بحزم انه لن يسمح له بذلك.

هنا يدرك المتنمر أن هذا الطفل ليس ضحية للتنمر ويتراجع فورا عن ايذائه لأن المتنمر يستهدف الشخصية الضعيفة التى لا تقوى على مواجهته.

و التنمر قد يكون بالقول؛ حيث يلجأ المتنمر إلى التهكم من غيره عن طريق السخرية من ملابس الآخرين أو من شعرهم أو طريقة حديثهم أو غير ذلك، على الأسرة أن تبث فى أطفالها الثقة بأنفسهم و الرد على المتنمر بأن ما يقوله هو رأيه فقط و لا يعننى، و انى أحب نفسى و يعجبني ما ارتديه و ما أنا عليه.

دور الأسرة فى الحد من التنمر

وهنا يجب أن نشير أن إلى دور الأسرة الأساسى و الهام فى عدم التعنيف الزائد لأطفالهم، بل عليهم الدعم المستمر لاكساب أولادهم الثقة بالنفس حتى لا يقعون لقمة سهله وفريسه فى يد المتنمر. حتى وإن شكى الطفل لوالديه بأن أحدهم تنمر عليه يجب عدم تعنيفه و اتهامه بالسلبيه و تحريضه على ضربه و أخذ حقه بنفس الاسلوب، بل يجب على الوالدين تهدئة الطفل ودعمه نفسيا وتوصيل فكرة أننا نتفهم شعورك ثم تعليمه كيف يتعامل مع الموقف وبذلك تستطيع الاسرة بناء طفل سوى فى الاسرة وكذلك فرد سوى فى المجتمع.

أما بالنسبة للطفل المتنمر يجب على الوالدين و المعلمين الانتباه إلى سلوكه كلما كان مبكرا كان افضل، يجب توجيه بالشكل السليم و تعليمه المشاركة و العطاء و حب الآخرين و روح الفريق من خلال اللعب و التعلم و توجيه ايضا أن وجود الاختلاف مقبول بينا و بين الآخرين و يجب علينا جميعا إحترام هذا الإختلاف، و من الهام أيضا فى هذا النطاق توحيد جهود الأسرة و المعلمين فى التخلص من هذا السلوك.

و من خلال ما سبق يمكن أن ندرك بوضوح أن الأسرة محور أساسى ورئيسى فى عمليه التنمر سواء بالإيجاب أو السلب وما يتم إنتاجه من خلالها يعود إليها أولا ثم للآخرين و المجتمع ككل. وهذا ما تم تأكيده فى البداية بأن موضوع التنمر معقد ومترابط وجميعه يسير فى دائرة واحده متشابكه و أنه قطعا يبدأ من الداخل.

و اخيرا..
أطفالنا ورقة بيضاء علينا بناء شخصيتهم بحب وعناية، ما نخططه اليوم سيتم تذكره فى أذهانهم ثم رسوخه فى نفوسهم  و كيانهم و شخصيتهم بحيث يصبح من الصعوبه محوه.

                              اسعوا لتكوين شخصية سويه لأبنائكم..  

#لحجز إستشارات  أسرية و تربوية، وجلسات دعم نفسى، و تعديل السلوك .. يمكنكم التواصل معنا what's up  عبر الرقم 01069059695 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع