القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار [LastPost]

رحلة البحث عن السعادة

 السعادة،، كلمة من خمس أحرف، نعيش سنوات عمرنا نفتش عنها بين طيات أيامنا، فما بين انتهاء الماضى و النظر إلى المستقبل وعيش الواقع نتمنى أن تغمر حياتنا عبير السعادة، يفوح عطرها يلون أيام و يسعد قلوب و يحيى أرواح و يبدل أحزان و يمحو ذكريات. و نظل هكذا فى دائرة الحياة بين ما نعيشه و ما نأمل أن نعيشه، و هنا يفرض الواقع علينا سؤال هام هل السعادة تستحق كل هذا العناء و هى بالفعل يجب ان تصبح اهم أولويات الحياة أم أن هناك أشياء أخرى أهم يجب ان ننتبه اليها؟؟  

 تسير الحياة كعادتها دون توقف،، تقتحم أيامنا، تسرق سهوا سنوات العمر و نحن فى غفلة نظل ننتظر تلك السعادة، ننظر اليها من بعيد كمسافر طال انتظاره ولم يحدد بعد موعد مجيئه، ونحن خطأ أو أملأ نبصره جَلِيًّا يأتى من بعيد و لكن سرعان ما ندرك أنه ما كان إلا سراب!! 
الراحة ام السعادة
السعادة تأتى من الشعور بالراحة

خلاصة الحياة،، قبل فوات الآوان 

و أن يوما حالفك الحظ وصادفت أحدهم و قد لون الشيب رأسه و اهلكه الإنتظار، سيخبرك أن هناك ما هو أعظم من السعادة، و أن الراحة أجمل و أمتع من السعادة، بل إن السعادة قطرة صغيرة فى بحر الراحة

سيخبرك ان امتلاك المال لا يحقق السعادة كما يظن البعض، لا ننكر ان المال من ضروريات الحياة الأساسية التى توفر للإنسان حياة كريمة مستقرة، و لكنها لا تستطيع تحقيق السعادة الحقيقية الدائمة، ربما تحقق له جزء وفير من الرفاهية فى الحياة و لكن اعتياد الإنسان على الشيء تفقده أهميتها و رونقها، و يعود من جديد يبحث عن سعادته فى وجهه أخرى. 
 خلاصة الأيام و السنين التى ربما يمر العمر بأكثرنا دون أن يدركها، بل قد يدركها البعض فى الرمق الاخير، بعدما يظل مرارا و تكرارا ينتظر عودة المسافر دون جدوى.
 
عصارة التجارب التى يرتشفها البعض مرا و الما بعدما مرت السنون باحثبن عن السعادة، أدركوا مؤخرا أن السعادة ماهى إلا الراحة!. و أن الراحة تعادل السعادة، بل قد تفوقها فى كثير من الأحيان، فكيف لنا أن نستمتع بلحظات من السعادة دون أن تغمر ارواحنا الراحة!؟، وكيف لنا ان نشعر بالسعادة مع الأشخاص و الأشياء من حولنا و فى شتى الاماكن إلا إذا استوطنت الراحة نفوسنا مع كل ذلك و هؤلاء!؟

الراحة و السعادة وجهان لعملة واحدة

ربما نبحث عن الوجهه الخطأ، ربما نبحث عن اتجاه خاطئ فى بوصلة لا تحدد سوى اتجاه واحد فقط، ربما علينا أن نستبدل تلك البوصلة المتهالكة التى اهلكت معها أرواحنا انتظارا للمجهول، و عبثا ظللنا نتنظر السعادة و كأنها عصا موسى، تلقف احزننا و همومنا و كل اوجاعنا و تحول حياتنا إلى الهدوء والاستقرار و تحقق لنا ما نريد و اكثر.   

ستدرك يوما ان البحث عن السعادة وهم كبير، و الأهم من ذلك انك لم تكن تعرف بالتحديد ماهى السعادة!؟، لا تعرف ماذا تريد و عن أى شيء تبحث كى تشعر بتلك السعادة التى تريدها و تتمناها!! و أنها حروف لا تعنى شيء بدون الراحة، و ربما محظوظ من يعرف مبكرًا ان السعادة و الراحة وجهان لعملة واحدة. 
   
 انه كان يجب سلك جميع السبل التى تؤدى إلى الراحة فى الحياة و الوصول إليها أولا ثم تأتى  السعادة على مَهْلٍ، و إن إمتلاك الراحة يخلق السعادة، و بغيابها لن تستطيع إدراك السعادة مطلقًا.

 أحجار كريمة فى عقد ثمين 

راحة النفس و البال و الروح.. أشياء لا تقدر بثمن تعنى الكثير دون عدد، امتلاكها كنز ثمين وحظ وفير، يمتلكها من يمتلك فكر صائب و اختيار سليم، يمحو من طريقه كل أذى أو الم، يعتزل كل ما يؤذى و يهلك و يوجع النفس، ومع امتلاك الراحة و استقرارها فى النفس ستولد السعادة، سعادة لها طابع البقاء و الاستمرار، سعادة تخلقها ذاتك من الراحة و الرضا و صفاء الروح. 

راحة البال، هدوء النفس، طمأنينة القلب، السكينة، الإستقرار، السلام الداخلى، الرضا، نعمة الصحة،، كلها أحجار كريمة فى عقد ثمين يسمى الراحة، و من يمتلك هذا الكنز الثمين فقد امتلك حياة سعيدة لا تقدر بثمن. 

لا تبحث عن المجهول، و ابحث عن سعادتك فى راحتك و واقعك الحالى، عش حياتك و دع الراحة تتسلل إلى نفسك و جسدك و روحك و ايامك، تنفس الحياة و استمتع بكل ما أنعم الله به عليك، و عش الراحة لتنعم بالسعادة.  

و من الآن،، كلما عصفت بك الحياة و تعثرت خطواتك و توهت فى طريقها، دائمًا ابحث عن الراحة لتصل إلى السعادة 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع